Skip to main content

معبد أنامل الحرير: إخفاء المؤلف.. قناع الموت

معبد أنامل الحرير: إخفاء المؤلف.. قناع الموت



لا يتحدد المنجز السردي لرواية "معبد أنامل الحرير"، الصادرة عن منشورات ضفاف والاختلاف، في إطار الألعاب الكتابية التي شيدها إبراهيم فرغلي، بقدر ما يقوم هذا المنجز علي الفرص الغنية التي قدمتها هذه الألعاب للقاريء كي يمتلك حرية غير مروّضة في تأويل الرواية، والتي يمكن أن تتمادي إلي درجة الطيش اللازم لهدم أي منطق مفترض لها.
نحن أمام مخطوطة لرواية بعنوان "المتكتم" تحكي (حياة) كاتبها المختفي رشيد الجوهري بالتزامن مع قراءة صديقه (قاسم) لصفحاتها.. كيف تتحدث المخطوطة؟ رشيد الجوهري يتكلم بواسطة مخطوطته (وهو ما يُفسر حيازتها للأبعاد والصفات الإنسانية) التي تتجاوز حدودها الخطية لتسرد (الحياة الكاملة) كأنها تحقق مقولة جاك دريدا: (لا شيء خارج النص)، أي أن الوجود هو نص، ولا شيء خارج الوجود؛ لذا فالمخطوطة ليست مجرد انعكاس جمالي، جزئي لحياة كاتبها، وإنما تحتوي  ضمنياً ـ تفاصيل ذاكرته كلها، وهي الطريقة الوحيدة التي ينبغي التعرّف علي سيرة الكاتب من خلالها، حتي تلك المشاهد والأزمنة الشخصية التي يبدو أن الكتابة لم تتضمنها .. رواية رشيد الجوهري هي ذاته الحقيقية بالضرورة، التي تجعل من ذاته الأخري التي كانت تتحرك في العالم نسخة زائفة منها، أو الصورة الملوثة التي لا يجب أن تكون جديرة بالاعتبار مقابل (أصله) الكتابي .. رشيد الجوهري لم يختف إذن بالمعني الحرفي للاختفاء، وإنما حدث هذا التوحد بين كينونته والكتابة الأمر الذي أدي إلي تغييبه كجسد، وتحوّله إلي نص.. رشيد الجوهري الذي يتحدث بواسطة (المتكتم) ليس بالتالي رشيد الجوهري الذي كان قبل كتابة الرواية.. لقد صار خيالاً منذوراً لكافة الاحتمالات.. أصبحت سيرته متاحة للمراوغة والادعاء وإعادة الخلق وهذا عمل الرواية الذي يقودنا لسؤال آخر: هذه المخطوطة تخاطب من؟ إنها تخاطبني أنا، رشيد الجوهري يتحدث إلي (القاريء) الذي يحصل علي معرفة تدريجية عن حياة واختفاء هذا الشخص  بواسطة مخطوطته.. لماذا يجب عليّ تصديقه؟ أو بالأحري ما الذي يمنعني من تخطي ثنائية الصدق والكذب فيما تسرده المخطوطة؟
"قد تقولون عني إنني أكذب، فمن أين لي أن أري وأنا مجرد رواية ملتبسة الهويّة، بين دفتر مكوّن من بضع أوراق وفكرة مكتوبة في أحشائي، لكن قولوا ما شئتم فربما أكون بمنطقكم عمياء، لكني في الحقيقة بصيرة حدسي ومعرفتي يمثلان جزءًا من حواسي التي أترجمها وفق ما يمكن أن تفهموه".
رشيد الجوهري  بعد تحوّله إلي كتابة ـ لم يعد يمتلك السيطرة علي المخطوطة ـ مع كل محاولة لتأويلها ـ أي أنه لم يعد يمتلك السيطرة علي حياته التي يُعاد خلقها، وهو ما يعد ربما طموحاً رئيسياً عند الكاتب.. هذا ما يقودني للتعامل مع الشرح التبريري لـ (اختفاء) الكاتب كـ (حجة إخفاء درامية) ـ بُنيت علي أساسها كافة الادعاءات الأخري كضياع المخطوطة، وإنقاذ الصديق لها، وما تبع ذلك من أحداث ـ أما الفرق بين (الاختفاء)، و(الإخفاء) فهو التعمّد.. لقد قصد رشيد الجوهري تغييب جسده (خيالياً) بواسطة ترتيب إيهامي للأحداث ليتمكن (كذات خطية تنوب عنه بوصفه حاضراً مستتراً فيها) من الدخول (ككائن كتابي غير مسيطر علي حدوده التفسيرية) في علاقة مع القاريء / صديقه (قاسم) عبر طقوس شبقية متعددة.. لنتأمل مثلاً كيف كان يتكرر أن تتحدث (المخطوطة) ـ للقاريء ـ عن مقطع من حياة (رشيد الجوهري) ثم يصبح هذا المقطع هو موضوع السرد الذي سيقرؤه الصديق (قاسم) من المخطوطة في اللحظة التالية بشكل يدعي  ظاهرياً ـ وقوعه عن طريق الصدفة .. نقرأ:
"ربما لهذا السبب اختار لبطل روايته ذلك الحلم الغريب؛ الذي يقود فيه شاحنة في طريق سريعة لا وجود لها إلا في خيال رشيد الجوهري. وربما أيضا لأنه كان يعبر في ذلك المشهد عن إحباطه الشخصي. انفتح باب الغرفة فانتبهت. دخل منقذي، وأغلق الباب. اقترب من الدُرج الذي وضعني به، وتناولني بين يديه متأملا غلافي: صفحة بيضاء عليها كلمة واحدة "المتكتم" ثم اتجه صوب الفراش الصغير في إحدي زوايا الغرفة الضيقة. تأملته، ببصيرتي، لأول مرة. بدا لي رياضياً قوي الجسد، وسيم الملامح، عيناه واسعتان تطلان علي العالم بنظرة متذاكية، أهمل حلاقة ذقنه وشاربه منذ أيام، شعره طويل أسود وكثيف، معقوص في ضفيرة تتدلي خلف رقبته وتتناثر بها شعيرات بيضاء كثيرة. ألقي بنفسه علي الفراش منهكاً، يحدق شارداً في السقف، بعد دقائق التقطني واعتدل جالساً، وفتح إحدي صفحاتي، ليقرأ من حيث انتهي: "استعدتها في الحلم. جاءت مندفعة، متدفقة بحيوية، متألقة باللون الأحمر كشهاب، متعملقة كماردة أسطورية، كلما اقتربت تراءي لي مدي وحشية الجمال الذي تتمتع به، يتردد زئيرها في الأرجاء فيختلط توتري بتيار دفين من الإثارة يكاد يطفر من روحي. شاحنة الحلم. قمرة فسيحة لشاحنة عملاقة، فخمة، تلتمع بالأحمر، شامخة وحدها من دون مقطورة. تقف مستأسدة علي إطاراتها العشرة في شموخ".
هنا يجب ملاحظة التشريح الحسي، المفتون بالسمات الذكورية الذي قامت به (المخطوطة) لجسد الصديق قبل أن يبدأ في قراءة نفس الفكرة التي كانت تتحدث عنها قبل دخوله الغرفة.. كأنها كانت تتجرد من غموضها، أو تُمهد للاتصال الشهواني بينها و(القاريء) عند مساحة التقاء مكشوفة، ومدبّرة.. تجرّد المخطوطة ليس تعرياً لـ (كيان) كمعادل روائي لشخصية رشيد الجوهري بل هو تعرٍ لرشيد الجوهري نفسه كحياة كتابية غير خاضعة، لذا فالطقس الشبقي يتخطي حتمية أن يكون بين (الأنثوي) و(الذكوري) ليشتمل أيضاً علي أن يكون بين (الذكوري) و(الذكوري).. لنقرأ:
("كنت أتبرع حتي بشطب صورة أي رجل يظهر صدره عارياً، رغم ما أثارته مجموعة من الزميلات المحجبات من نميمة حول الموضوع وصلت إلي مسامعي في وقت لاحق كالعادة، عن ارتيابهن في كوني مثلياً").
إن (المخطوطة) أو (رشيد الجوهري) كذات خطية غير مُسيطر عليها عندما يكون بإمكانها ـ نتيجة لغياب الجسد الراضخ ـ أن تحقق هذه الصلات الشهوانية المتعددة مع القاريء فهي تتجاوز الأُطر الجنسانية لصالح الانفتاح غير المحكوم علي المتعة الشبقية المطلقة التي توازي لانهائية التأويل للرواية .. هي لا تكتفي بذلك بل إن المتعة / التأويل لا تتوقف عند حدود المخطوطة وحسب، وإنما تمتد كأثر داخل حياة القاريء (قاسم) باعتبارها جزءًا مراقباً، أي مساهم بواسطة السرد في وجوده الأبعد من فعل القراءة، وهذا إلهام في غاية الأهمية بالنسبة لـ (لانهائية التأويل) لأنه يتيح الانشغال بكيفية تحوّل الكتابة من (خلق حياة الكاتب) إلي (خلق حياة القاريء) بعد غياب السيطرة عليها، حتي دون أن تُنجر نصها الخاص، أي دون أن تتجسد ككتابة ملموسة عن حياة هذا القاريء:
(هويتنا في الحالة هذه تكون موزعة ما بين كوننا روايات ذكورية النزعة أو نسوية النزعة، أو روايات إنسانية لا تتحيز إلا للإنسانية). 
هل هناك نتيجة أخري يمكن أن تنجم عن (الإخفاء المتعمّد) لجسد رشيد الجوهري، وتتلاءم في نفس الوقت مع (المتعة الشبقية المطلقة) بين المخطوطة والقاريء ؟ هي نتيجة (فصامية) تلك التي تفترض أن رشيد الجوهري هو (قاسم) في حالته (القرائية) أي التي توفر له الحصول علي لذة الامتزاج بحياته الكتابية (التي لا يمكنه السيطرة عليها) من موقع المشارك أي محاولاً استرداد هذه السيطرة عن طريق تقمّص مصدر التأويل اللانهائي (القاريء / قاسم) في حياة أخري مختلفة، بعد أن كان مصدر الكتابة .. في هذه الحالة تتحوّل القراءة إلي فعل استمناء بعد اندماج الكاتب والقاريء (فاقد الذاكرة ككاتب طبعاً) في شخصية واحدة تدعي اختفاء الكاتب وتنشط في الحياة وفقاً لهذا الادعاء .. لكن الفصام لابد أن يتسع إذن ليشمل المخاطب الذي تتحدث المخطوطة إليه عن حياة رشيد الجوهري، ويقرؤها أيضا كنص يحمل عنوان (المتكتم)، ويتفحص علاقتها بصديقه (قاسم) .. المخاطب الذي يُكمل الحفل الجماعي عندما يكون الثالث المتداخل مع المخطوطة (الأنثوية) و(قاسم) .. عندما يكون الثالث مع (رشيد الجوهري) (الذكوري الحاضر في الأنثي غير المروضة) و(قاسم).. عندما يكون الثالث مع (رشيد الجوهري) و(رشيد الجوهري) الآخر الذي يحمل اسم (قاسم) .. الذي يتحوّل إلي ذات غير مسيطر علي هويتها، وتستغرق في المتعة الشبقية المطلقة، والتي تغيب كحياة / سرد لانهاية لتأويله .. المخاطب الذي هو الأنا القارئة لـ (معبد أنامل الحرير) أي التي تكتبها، وهذا ما جعل كل ما سبق من علاقات يمثل جوهر (النسخ)، أي الاستراتيجية التي لا يمكن أن تخضع لأي رقيب داخل (مدينة الظلام) .. المتاهة التي نظمّها (رشيد الجوهري) بغيابه المتعمّد لينجو في النهاية بـ (سفينة الأشباح) في نهاية الرواية.
لو أن (معبد أنامل الحرير) تقوم علي تصور رولان بارت عن (موت المؤلف): (يجب قلب الأسطورة، فموت الكاتب "المؤلف" هو الثمن الذي تتطلبه ولادة القراءة) لكان تركيز الرواية مقتصراً علي (المخطوطة) من حيث هي نص لا من حيث هي سارد لحياة مؤلفها .. لظل موضوع الرواية هو (الكتابة) و(القاريء) فقط دون أن تعمل حياة الكاتب ـ التي ترويها المخطوطة نفسها ـ كخلفية اندماجية هائلة للنص .. كان ينبغي ألا يكون هناك سوي (المتكتم) و(قاسم) وحسب بينما تظل سيرة رشيد الجوهري معمية تماماً .. لكن إبراهيم فرغلي قام باستغلال الفكرة أي (موت المؤلف) وتطويرها بتحويل هذا الموت إلي (ادعاء) .. (تنكر) كي يتمكن الكاتب من العودة إلي مخطوطته كقاريء بعد أن تولي تدبير اختفائه داخلها حتي ينقذها ـ أي المخطوطة ـ من الحرق ويحولها إلي نص منشور / معلن .. لقد أحيا إبراهيم فرغلي المؤلف من حيث ادعي موته أو اختفاءه بأن جعله كتابة.. بمنحه أقنعة عديدة هي في الحقيقة سرديات تراوغ الواقع والخيال لتحويل البشر إلي نصوص، الأمر الذي يدفعني لاسترجاع تساؤل من مقال سابق لي بعنوان (من الشعر إلي الواقع): "هل يمكننا مقاربة العالم كنص هائل تؤلّفه حصيلة لانهائية من النصوص؟"
إن رواية "معبد أنامل الحرير" تبدو إجابة بارعة لهذا التساؤل، حققها هذا (الإخفاء الخبيث) للمؤلف، في حين أن إبراهيم فرغلي كان حاضراً منذ البداية وحتي النهاية.
أخبار الأدب

5 ـ 3 ـ 2016.

Comments

Popular posts from this blog

“معبد أنامل الحرير”.. تمرد الخيال على الدكتاتورية

“معبد أنامل الحرير”..  تمرد الخيال على الدكتاتورية عبر أصوات متعددة ومتقاطعة تستعرض رواية “معبد أنامل الحرير” للكاتب المصري إبراهيم فرغلي أحداثا في فضاءات تمتد من أقصى الشمال الأوروبي وصولا إلى البحر المتوسط، حيث تدور مواجهة مع قراصنة بؤساء يسعون للسطو على سفينة تحمل مخطوطة رواية أخرى تدور أحداثها الكابوسية في عمق عالم ثالث تحت الأرض. ويضع فرغلي القارئ طوال مشاهد الرواية -التي اختيرت ضمن 15 رواية في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية 2016- في حالة ترقب لمصائر الأبطال منذ وقوع مخطوطة رواية “المتكتم” في يد الدكتور قاسم الحديدي الذي ينتشلها “من مصير مأساوي بائس” بعد أن تركها كاتبها في عمق قاربه وألقى بنفسه إلى البحر هاربا من أحد القتلة. وأحد أصوات الرواية هو صوت مخطوطة رواية “المتكتم” التي تروي جانبا من حياة مؤلفها رشيد الجوهري وهو مثقف عاشق للحياة، محب للسفر يعي أن الغرب “أفرط في انتهاك حقوق الآخر، وأن الشرق في المقابل يمارس ألوانا من التدين الشكلي “بلا عمق أو استيعاب حقيقي لجوهر الأديان، وأصبح كارها لذاته مستصغرا نفسه مستهينا بها” لدرجة ربما تبلغ حد ا

نقاد: إبراهيم فرغلي قدم أربع روايات في رواية «معبد أنامل الحرير»

نقاد: إبراهيم فرغلي قدم أربع روايات في رواية «معبد أنامل الحرير» الأحد, 17-يوليو-2016   10:07 مساءا             وكالة أنباء الشعر - بلال رمضان  اتفق كل من الناقد الدكتور شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة المصري الأسبق، والناقد محمود عبد الشكور، نائب رئيس تحرير مجلة أكتوبر، على أن الكاتب المصري إبراهيم فرغلي، قدم في روايته «معبد أنامل الحرير» أربع روايات. جاء ذلك خلال حفل توقيع ومناقشة عدد من أعمال إبراهيم فرغلي، الكاتب المصري الذي يعيش في دولة الكويت، ويزور مصر خلال هذه الأيام، وأدار الندوة الشاعر سيد محمود، رئيس تحرير جريدة القاهرة، وناقش الرواية شاكر عبد الحميد، محمود عبد الشكور، وفي بداية الندوة قرأ إبراهيم فرغلي مقطعاً من رواية «معبد أنامل الحرير»، وقدم عرضاً بانورامياً حولها لجمهور الندوة. وقال سيد محمود: أعتقد أن العمل الأخير لإبراهيم فرغلي يشير بشكل واضح إلى ما يمكن تسميته بالعالم الروائي عنده، وتحديداً الذي يتمثل في موقفه من الرقابة، وهو موقف يتكرر في أكثر من عمل خاصة «معبد أنامل الحرير» و«أبناء الجبلاوي»، ففي روايته الأحدث نلاحق سيرة مخطوط، إض

إبراهيم فرغلي في متاهة الراوي

إبراهيم فرغلي في متاهة الراوي رضوى الأسود وفق المنطق الإبداعي، لا حدود للخيال، وعلى رغم ذلك يندر أن نجد في الأدب العربي رواية بطلها جماد. لكنّ هذا ما حققته الرواية الأحدث لإبراهيم فرغلي، «معبد أنامل الحرير» (منشورات ضفاف ومنشورات الاختلاف) والحاصلة على جائزة ساويرس للرواية، عن عام 2016. البطل هنا مخطوطة لرواية غير مكتملة. هنا المخطوطة ليست فقط البطل، لكنها الراوي أيضاً. ولا يقف طموح الروائي عند هذا فقط، بل يتعداه لتصبح المخطوطة فاعلاً بعد أن كانت مفعولاً بها، كاتبة بعد أن كانت مكتوبة، حرة بعد أن ظلت حبيسة، إما في درج من الأدراج، أو قارب، أو قمرة في سفينة في عرض البحر. فهي تؤمن بنفسها عميقاً، على رغم أنها ظلت تعاني شعوراً غامراً بالنقص بسبب عدم اكتمال أحداثها بفعل الاختفاء المُلغَّز لكاتبها: «كان المفترض أن أكون اليوم كتاباً منسوخاً في آلاف النسخ، يتكاثر قرائي، يعرفوني، وأعرفهم، ومن خلالي تصل أفكار مختلقي، رشيد الجوهري، الذي أصبح اختفاؤه لغزاً لا يبدو لي أنني سأتمكن من حل غموضه لو استمر سير الأمور على النحو الذي تسير عليه». لكن هذه الثقة في قوة ما يحمله متنها، هي ما سي