Skip to main content

توقيع رواية “معبد أنامل الحرير” للمصري إبراهيم فرغلي

توقيع رواية “معبد أنامل الحرير” للمصري إبراهيم فرغلي

Tweet about this on TwitterShare on Google+Email this to someoneShare on Facebook
توقيع رواية “معبد أنامل الحرير” للمصري إبراهيم فرغلي
أقيمت في كتبة ديوان في الزمالك ندوة نقدية بمناسبة توقيع الرواية “معبد أنامل الحرير”، الصادرة مؤخراً للروائي المصري إبراهيم فرغلي.
أدار الندوة الشاعر والناقد سيد محمود، وشارك فيها كل من الناقد ووزير الثقافة الأسبق شاكر عبد الحميد، والكاتب والناقد محمود عبد الشكور.
وأشار الشاعر سيد محمود، إلى أن هذه الرواية تمثل العالم الروائي عند إبراهيم فرغلي، وتؤكد ملامح هذا العالم وما يشغل الكاتب، فهي تتماس مع روايته السابقة “أبناء الجبلاوي”، التي تقوم على فكرة اختفاء روايات نجيب محفوظ من المكتبات، لكن شخصيات محفوظ نفسها تهجر الكتب وتتحول إلى شخصيات حقيقية على أرض الواقع، وهنا يتحول النص إلى حياة، بغض النظر عن مؤلف هذه النصوص. الأمر نفسه في رواية “معبد أنامل الحرير”، حيث يتحول المخطوط إلى سارد أصيل في النص، يتحدث عن صاحبه الذي قفز إلى البحر للفرار من قاتله ــ اختفى المؤلف أيضاً ــ وأصبح النص يعيش حياته ويتحدث عمن حوله من الشخوص والأماكن. الأمر المؤكد الآخر هو السلطة والرقابة، والدور القمعي الذي تتم ممارسته في عملية مُمنهجة، وقد أصبح الواقع يفوق الخيال في هذه الشأن، من حبس الكُتّاب ومصادرة أعمالهم.
من جانبه أشار الناقد محمود عبد الشكور إلى أن فرغلي في الرواية يقدم تحية إلى فن السرد، فهو الأبقى رغم رحيل أو اختفاء صاحبه/السارد. يموت الراوي وتبقى الرواية. هذه الفكرة تتأكد من خلال استعارة وتضمين عدة نصوص من التراث، وهي تبدو الآن من المُحرّمات، يتضمنها النص الأساس، هذه الاقتباسات تؤكد على بقاء هذه النصوص، رغم رحيل مؤلفها. فلا وجود لسلطة تستطيع أن تمنع النص من أن يحيا ويعيش، وهو بالتالي يناقش فكرة الحرية التي تغيب عنا اليوم، منع الكتب وحبس أصحابها، يذكّر بما حدث في رواية “451 فهرنهايت”، التي تحولت إلى فيلم سينمائي من إخراج فرانسوا تريفو، هذه الفاشية التي نعيشها، والتي جعلت الروائي يخلق عالماً تحت الأرض يعيش أصحابه في الظلام، رغم كونهم يحملون مشاعل التنوير. فالحرية هي الأساس لكل فعل حي، أقصاه الكتابة، وحرية المرأة جزء لا يتجزأ في أعمال إبراهيم فرغلي، وهو ما يتأكد من خلال المشهد الختامي في الرواية، حيث تخرج النساء وقد تم تدوين الكتب فوق أجسادهن. وفي الأخير يرى عبد الشكور أن “معبد أنامل الحرير” تعد من أهم الروايات الصادرة مؤخراً.
يُذكر أن “معبد أنامل الحرير” كانت ضمن القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية في دورتها الأخيرة، كما لاقت أعمال إبراهيم فرغلي التقدير النقدي، نذكر منها.. “ابتسامات القديسين”، “كهف الفراشات”، “جنية في قارورة”، إضافة إلى مجموعاته القصصية.. “أشباح الحواس”، “شامات الحسن”، و”باتجاه المآقي”.
المصدر: صحيفة “القدس العربي”

Comments

Popular posts from this blog

“معبد أنامل الحرير”.. تمرد الخيال على الدكتاتورية

“معبد أنامل الحرير”..  تمرد الخيال على الدكتاتورية عبر أصوات متعددة ومتقاطعة تستعرض رواية “معبد أنامل الحرير” للكاتب المصري إبراهيم فرغلي أحداثا في فضاءات تمتد من أقصى الشمال الأوروبي وصولا إلى البحر المتوسط، حيث تدور مواجهة مع قراصنة بؤساء يسعون للسطو على سفينة تحمل مخطوطة رواية أخرى تدور أحداثها الكابوسية في عمق عالم ثالث تحت الأرض. ويضع فرغلي القارئ طوال مشاهد الرواية -التي اختيرت ضمن 15 رواية في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية 2016- في حالة ترقب لمصائر الأبطال منذ وقوع مخطوطة رواية “المتكتم” في يد الدكتور قاسم الحديدي الذي ينتشلها “من مصير مأساوي بائس” بعد أن تركها كاتبها في عمق قاربه وألقى بنفسه إلى البحر هاربا من أحد القتلة. وأحد أصوات الرواية هو صوت مخطوطة رواية “المتكتم” التي تروي جانبا من حياة مؤلفها رشيد الجوهري وهو مثقف عاشق للحياة، محب للسفر يعي أن الغرب “أفرط في انتهاك حقوق الآخر، وأن الشرق في المقابل يمارس ألوانا من التدين الشكلي “بلا عمق أو استيعاب حقيقي لجوهر الأديان، وأصبح كارها لذاته مستصغرا نفسه مستهينا بها” لدرجة ربما تبلغ حد ا

معبد أنامل الحرير: إخفاء المؤلف.. قناع الموت

معبد أنامل الحرير: إخفاء المؤلف.. قناع الموت لا يتحدد المنجز السردي لرواية "معبد أنامل الحرير"، الصادرة عن منشورات ضفاف والاختلاف، في إطار الألعاب الكتابية التي شيدها إبراهيم فرغلي، بقدر ما يقوم هذا المنجز علي الفرص الغنية التي قدمتها هذه الألعاب للقاريء كي يمتلك حرية غير مروّضة في تأويل الرواية، والتي يمكن أن تتمادي إلي درجة الطيش اللازم لهدم أي منطق مفترض لها. نحن أمام مخطوطة لرواية بعنوان "المتكتم" تحكي (حياة) كاتبها المختفي رشيد الجوهري بالتزامن مع قراءة صديقه (قاسم) لصفحاتها.. كيف تتحدث المخطوطة؟ رشيد الجوهري يتكلم بواسطة مخطوطته (وهو ما يُفسر حيازتها للأبعاد والصفات الإنسانية) التي تتجاوز حدودها الخطية لتسرد (الحياة الكاملة) كأنها تحقق مقولة جاك دريدا: (لا شيء خارج النص)، أي أن الوجود هو نص، ولا شيء خارج الوجود؛ لذا فالمخطوطة ليست مجرد انعكاس جمالي، جزئي لحياة كاتبها، وإنما تحتوي  ضمنياً ـ تفاصيل ذاكرته كلها، وهي الطريقة الوحيدة التي ينبغي التعرّف علي سيرة الكاتب من خلالها، حتي تلك المشاهد والأزمنة الشخصية التي يبدو أن الكتابة لم تتضمنها .. رواية

إبراهيم فرغلي في متاهة الراوي

إبراهيم فرغلي في متاهة الراوي رضوى الأسود وفق المنطق الإبداعي، لا حدود للخيال، وعلى رغم ذلك يندر أن نجد في الأدب العربي رواية بطلها جماد. لكنّ هذا ما حققته الرواية الأحدث لإبراهيم فرغلي، «معبد أنامل الحرير» (منشورات ضفاف ومنشورات الاختلاف) والحاصلة على جائزة ساويرس للرواية، عن عام 2016. البطل هنا مخطوطة لرواية غير مكتملة. هنا المخطوطة ليست فقط البطل، لكنها الراوي أيضاً. ولا يقف طموح الروائي عند هذا فقط، بل يتعداه لتصبح المخطوطة فاعلاً بعد أن كانت مفعولاً بها، كاتبة بعد أن كانت مكتوبة، حرة بعد أن ظلت حبيسة، إما في درج من الأدراج، أو قارب، أو قمرة في سفينة في عرض البحر. فهي تؤمن بنفسها عميقاً، على رغم أنها ظلت تعاني شعوراً غامراً بالنقص بسبب عدم اكتمال أحداثها بفعل الاختفاء المُلغَّز لكاتبها: «كان المفترض أن أكون اليوم كتاباً منسوخاً في آلاف النسخ، يتكاثر قرائي، يعرفوني، وأعرفهم، ومن خلالي تصل أفكار مختلقي، رشيد الجوهري، الذي أصبح اختفاؤه لغزاً لا يبدو لي أنني سأتمكن من حل غموضه لو استمر سير الأمور على النحو الذي تسير عليه». لكن هذه الثقة في قوة ما يحمله متنها، هي ما سي